فائدة: الفرزدق والحسن البصري على شفير قبر

اجتمع الفرزدق والحسن البصرى فى جنازة:

فقال الفرزدق للحسن: يا أبا سعيد، أتدرى ما يقول الناس؟

قال الحسن: لا.

قال الفرزدق: يقولون اجتمع فى هذه الجنازة خير الناس وشرّ الناس.

فقال الحسن: كلّا، لستُ بخيرهم ولستَ بشرّهم، ولكن ما أعددتَ لهذا الموضع؟

قال الفرزدق: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة.

فقال الحسن: خذها والله من غير فقيه.

ثم أنشأ الفرزدق يقول:

أخاف وراء القبر إن لم يُعافني ،،، أشدّ من القبر التهاباً وأضيقا

إذا قادني نحوَ القيامة قائد ،،، عنيفٌٌ وسوّاقٌ يسوق الفرزدقا

لقد خاب من أولاد آدم مَن مشى ،،، إلى النار مغْلولَ القلادة أزرقا

يُقاد إلى نار الجحيم مُسرْبلاً ،،، سرابيل قَطْران لباساً مُمزّقا

إذا شربوا فيها الصديد رأيتَهم ،،، يذوبون من حرّ الجحيم تحرّقا

فلمّا مات الفرزدق رؤى فى المنام فقيل: ما صنع بك ربّك؟ فقال: غفر لي.

فقيل:بماذا؟

قال: بالكلمة التى نازعنيها الحسنُ على شفير القبر.

[الفاضل لأبي العباس المبرد، ص 110 تحقيق عبد العزيز الميمني، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة]

ملاحظة: قطران وردت في القرآن الكريم {قَطِران} بفتح القاف وكسر الطاء، وتلفظ كذلك: بفتح القاف وكسرها، وسكون الطاء: (قَطْران) (قِطْران) .

مواضيع ذات صلة

لا يوجد

جميع مواضيع المدونة

لا يوجد تعليقات على هذه المقالة حتى الآن